أشكال الألم التي يعاني منها البشر وكيف تتخلص منها كما فعل معلمو الروحانية المعروفين
لا أقصد بالألم أن الجميع تعساء يدورون في حلقة ألم لامتناهية، فبالطبع
تمر علينا لحظات غبطة تغمرنا لساعات أو لأيام حتى، إلا أنه لا توجد حياة
بلا ألم أو معاناة وخيبات، تلك المعاناة التي تراكمت بداخلنا لتصقل
شخصيتنا التي نحن بها الآن.
The post أشكال الألم التي يعاني منها البشر وكيف تتخلص منها كما فعل
معلمو الروحانية المعروفين appeared first on أراجيك .عندما تنقل بنظرك
على أبناء آدم من حولك واحداً تلو آخر، ستجد الكثير من السمات الموجودة
بوجوههم، ليس فقط المظهر وآثار العمر، بل ستجد بكل تأكيد أعمق من ذلك
بكثير، ستجد الحزين، ستجد القلق، ستجد من يدخن سيجارته هناك على الزواية
يفكر ويحلل، أو من يتكلم بعصبية مع صديقه، أو من يسرع في مشيته خوفاً أن
يفوته الوقت…. المشترك بين جميع هؤلاء في النهاية هو الألم، لا أقصد
بالألم أن الجميع تعساء يدورون في حلقة ألم لامتناهية، فبالطبع تمر علينا
لحظات غبطة تغمرنا لساعات أو لأيام حتى، إلا أنه لا توجد حياة بلا ألم أو
معاناة وخيبات، تلك المعاناة التي تراكمت بداخلنا لتصقل شخصيتنا التي نحن
بها الآن.
أشكال الألم والمعاناة بحسب الفيلسوف الدنماركي Niels Thomassen تقسم إلى
خمس فئات، ألا وهي : عدم الواقعية، الانقسام، الجمود، القلق، واللا معنى.
عدم الواقعية
يقصد بعدم الواقعية، هو حين تكون جالساً وحيداً على أريكتك، وتتأمل ما
كنت عليه فيما مضى وما أنت الآن عليه، ليخلق جراء ذلك رغبات أو مخاوف
جراء ما تغير عليك، وبالتالي سحق (الأنا) الحالية ووضعها خارج إطار
الحياة رثاءاً على (الأنا) التي ذهبت ورحلت بلا عودة، ونتيجة لذلك، فإن
كل ما يحدث معك ومن حولك في هذه اللحظة لا يهمك، لا تشعر به، لا تعيشه،
لا تتواجد بأي جزء منه على الإطلاق، إنك تدخل بحالة مليئة بالبؤس
والتعاسة، لا تشعر بأنه بإمكانك تخطيها.
الانقسام
يقصد به دعوة النفس بأن تكون دوماً بجانب واحد من كل شيء، دون تخطي عتبة
ذلك ولو لمرة واحدة، حسناً… اعتقد لم تعي بالضبط ما قصدته بكلامي، العالم
مقسوم إلى أضداد (الخير والشر، القوة والضعف، الكمال والفشل، الحب
والكراهية ….الخ)، وبالتالي إن أغلب الأشخاص حول العالم يقسمون بين هذين
الجانبين بخط مستقيم ويتطرفون إلى جانب واحد فقط منه دون تعديه أبداً،
ولكن قوانين الطاقة في الحياة تسعى في كل جزء من أجزائها إلى تحقيق
التوازن بكل شيء، وبالتالي من يسعى أن يكون مثالياً في كل الوقت، فسيفشل
حتماً بذلك، وهنا سيخلق هذا الشخص حقل سلبي بداخله يخبره "بأنه شخص فاشل"
والأمر ليس كذلك حتماً، ونتيجة لذلك ستتشكل تلك الأفكار السلبية حول
الذات البشرية تلقائياً، وتنشط بكل مرة بشكل أكبر عندما يعاد الأمر.
الجمود
الربط بين الماضي والحاضر، أي إن جميع الآلام التي تراكمت من الماضي، ما
زالت تنعش نفسها من جديد في الوقت الحاضر إزاء التفكير بها بشكل مستمر،
وبالتالي تنشيط مشاعر سلبية ستتحول إلى شبه دائمة لدى الشخص، غير تكوين
ردود أفعال ذاتها في كل مرة يعاد بها نفس الألم، وقد تكون تلك المشاعر
السلبية متولدة من رهاب معين، الملل القاتل من زمن طويل، الشعور بالذنب
إزاء فعل اقترفته، الكراهية تجاه شخص معين، العدائية تجاه الأشخاص وغير
ذلك.
القلق
كثرة التفكير بالمستقبل، عن مشاريعنا ومخططاتنا وما يمكن أن يخبئه ذلك
المجهول، التفكير بما لا نتمنى حدوثه أو نتمنى حدوثه، وبهذه الحالة
ستتشكل طاقة كبيرة هائلة، طاقة ترتفع إلى رأسك، طاقة قوية تفقدك التواصل
بالواقع الحالي الذي تعيشه، فتصبح مشلولاً، وروحك منقبضة وأسيرة، وكأن
المستقبل يشكل تهديداً لك.
اللامعنى
هو عندما يعمل عقلك (أفكارك) بإزالة نفسه في اللحظة الحالية واستبدال
طاقة الحاضر بطاقة الماضي أو المستقبل، ليصبح العقل بهذه الحالة غائباً،
إذ يعتبر غيابه هذا غياباً سلبياً دائرياً (يتكرر بحلقة لا نهائية)،
يتخلله الملل، فبغض النظر عن مقدار وتأثير الطاقة المستمدة من الماضي
والمستقل، فإن ذلك لن يكون حقيقياً، إنه ناتج من أفكارك وحسب، لا وجود
لها الآن.
وبذلك نكون قد عرفنا لك الفئات الخمسة التي تكلم عنها Neils، والتي تشكل
جزء أساسي من حياة كل شخص فينا، من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا بدون
انقطاع، لذا، ولتقليل من هذا العبئ الواقع على عاتقنا، فنحن بحاجة إلى
ممارسات روحية دائمة، والتي تتركز على عكوس كل تلك المعاناة الخمس، وهم:
الواقعية، الديناميكية، الحركة، الاطمئنان، والمعنى.
الواقعية
أي أنك لست غائباً، لست بمنعزل مع نفسك، بالعكس أنت موجود بكل شيئ الآن
وتشارك في كل شيئ، لست على مدى عال بالتواصل مع مخيلتك وحسب، أنت تعيش
الواقع وما أنت عليه الآن.
الديناميكية
فهي بأن تفكر بمرونة، أن تكون قادراً على النظر إلى التحديات من وجهات
نظر مختلفة، إيجاد التوازن بكل شيء.
الحركة
والتي تعني إزالة العوائق التي وضعتها في داخلك، أن تسمح لتلك الطاقة
السلبية الراكدة بالتدفق دون عوائق من خلالك، ولتتدحرج تلك الطاقة إلى
الفضاء بعيداً عنك دون رجعة، وتصبح حينها أكثر انفتاحاً للحياة واكثر لا
مبالياً بأي شيء سلبي يحدث معك.
الاطمئنان
فهو أن تتخلى عن توترك وأن تبقى مسترخياً، وتذيب كل تلك الأفكار والمخاوف
وكأنها لم تجد طريقاً إليك، بأن تشعر وكأنك تتحكم بالعالم، كأنه مكاناً
دافئاً كمنزلك تشعر فيه بالحرية والحياة، كل شيء سيكون على ما يرام.
المعنى
فهو التخلص من طاقة الماضي والمستقبل، بأن تمتلأ بالوجود، بأن تستمتع
باللحظة الحالية لك في الحياة، إنها لحظتك، إنها ملكك الآن، تمسك بها
جيداً واستغلها جيداً، فأنت موجود الآن مع كل نفسك، أنت على انفتاح مع
ذاتك والعالم، وبهذه الطريقة تكتشف أن المعنى مرتبط بالوعي والحب الذين
يشكلان جوهر نفسك وجوهر كل شيء.
لذا إذا بدأت فعلاً بالممارسة الروحية، يمكن أن تعطي تطورك الروحي صعوداً
كبيراً، لأنك في هذه اللحظة ستكون أكثر عرضة للتغيير، ستساهم في تغيير ما
يدعى "الأنا الضعيفة"، لتدخل حينها شيئاً فشيئاً إلى الحالة "الطبيعية"
(الصحية)، فنحن دوماً نتقرب من جوهر الحياة، حين نكسر كل الحواجز ونفتح
كل الحدود.
تذكر جيداً بأنه غالباً ما تكون المعاناة غير محتملة، قد تجعلنا في
النهاية غير قادرين على مقاومتها، إلا أن من عجائب المفارقات، أن مقاومتك
للمعاناة قد تخلد تلك المعاناة أكثر من أن تزيلها، أما تقبل ذلك الشعور
السيء قد يجعل الأمر أكثر اطمئناناً وقد يقضي عليها في نهاية المطاف.
عليك التذكر أيضاً بأن مقاومة الألم تعد تجربة سلبية بحد ذاتها، قد تجعلك
غاضباً أو صبوراً أو بمزاج سيء، أو بائساً بشكل رهيب، أي إن مقاومة الألم
قد تكون شكلاً آخر من أشكال المعاناة، وهذه المشاعر السلبية ما هي إلا
رسالة تنذرنا كما ينذرنا المرض عندما يدق أجسادنا، يوجد شيء علينا
تغييره، يوجد شيئ بالداخل علينا تغييره، وليس في الخارج، فالتظاهر
باللامبالاة سيكون مؤقتاً وسطحياً، أما معالجة الجوهر النابض من وعي تام
سيستمر لمدة طويلة إلى أن ينتهي.
كل سيئة في حياتك اجعلها شمعة تنير طريقك، تدلك ما هي العثرات التي يمكن
أن تقع بها أيضاً، مارس الروحانية، والتي يمكن أن تقتصي بأي شكل من
الأشكال، كاليوغا مثلاً، أو حتى الصلاة إلى الله، فالأديان أكثر من دلتنا
على الجوانب المظلمة التي سنمر بها في حياتنا، والتي دعت دوماً بتقاليدها
الروحانية إلى المضي قدماً لاكتشاف ذلك الوعي الذي ينيرنا دوماً متى
ضللنا الطريق وأخطأت خطانا ( الله، السيد المسيح، بوذا، …….) وبالتالي
تطهير ذلك الألم داخلنا قبل أن يتورم ويؤلمنا أكثر.
جميع المعلمون الروحانيون والمشهورون جداً حول العالم ( جلال الدين
الرومي، كريشنا، فرنسيس الأسيزي، رابعة، ميرا، تيريزا، أوشو، ……) هذا ما
كان يفعلوه كل الوقت، تطهير النفس من كل شوائب الحياة، وتعليمنا ما
توصلوا به، وهو الذي هو ما تكلم عنه مقالنا هذا.
The post أشكال الألم التي يعاني منها البشر وكيف تتخلص منها كما فعل
معلمو الروحانية المعروفين appeared first on أراجيك .
تمر علينا لحظات غبطة تغمرنا لساعات أو لأيام حتى، إلا أنه لا توجد حياة
بلا ألم أو معاناة وخيبات، تلك المعاناة التي تراكمت بداخلنا لتصقل
شخصيتنا التي نحن بها الآن.
The post أشكال الألم التي يعاني منها البشر وكيف تتخلص منها كما فعل
معلمو الروحانية المعروفين appeared first on أراجيك .عندما تنقل بنظرك
على أبناء آدم من حولك واحداً تلو آخر، ستجد الكثير من السمات الموجودة
بوجوههم، ليس فقط المظهر وآثار العمر، بل ستجد بكل تأكيد أعمق من ذلك
بكثير، ستجد الحزين، ستجد القلق، ستجد من يدخن سيجارته هناك على الزواية
يفكر ويحلل، أو من يتكلم بعصبية مع صديقه، أو من يسرع في مشيته خوفاً أن
يفوته الوقت…. المشترك بين جميع هؤلاء في النهاية هو الألم، لا أقصد
بالألم أن الجميع تعساء يدورون في حلقة ألم لامتناهية، فبالطبع تمر علينا
لحظات غبطة تغمرنا لساعات أو لأيام حتى، إلا أنه لا توجد حياة بلا ألم أو
معاناة وخيبات، تلك المعاناة التي تراكمت بداخلنا لتصقل شخصيتنا التي نحن
بها الآن.
أشكال الألم والمعاناة بحسب الفيلسوف الدنماركي Niels Thomassen تقسم إلى
خمس فئات، ألا وهي : عدم الواقعية، الانقسام، الجمود، القلق، واللا معنى.
عدم الواقعية
يقصد بعدم الواقعية، هو حين تكون جالساً وحيداً على أريكتك، وتتأمل ما
كنت عليه فيما مضى وما أنت الآن عليه، ليخلق جراء ذلك رغبات أو مخاوف
جراء ما تغير عليك، وبالتالي سحق (الأنا) الحالية ووضعها خارج إطار
الحياة رثاءاً على (الأنا) التي ذهبت ورحلت بلا عودة، ونتيجة لذلك، فإن
كل ما يحدث معك ومن حولك في هذه اللحظة لا يهمك، لا تشعر به، لا تعيشه،
لا تتواجد بأي جزء منه على الإطلاق، إنك تدخل بحالة مليئة بالبؤس
والتعاسة، لا تشعر بأنه بإمكانك تخطيها.
الانقسام
يقصد به دعوة النفس بأن تكون دوماً بجانب واحد من كل شيء، دون تخطي عتبة
ذلك ولو لمرة واحدة، حسناً… اعتقد لم تعي بالضبط ما قصدته بكلامي، العالم
مقسوم إلى أضداد (الخير والشر، القوة والضعف، الكمال والفشل، الحب
والكراهية ….الخ)، وبالتالي إن أغلب الأشخاص حول العالم يقسمون بين هذين
الجانبين بخط مستقيم ويتطرفون إلى جانب واحد فقط منه دون تعديه أبداً،
ولكن قوانين الطاقة في الحياة تسعى في كل جزء من أجزائها إلى تحقيق
التوازن بكل شيء، وبالتالي من يسعى أن يكون مثالياً في كل الوقت، فسيفشل
حتماً بذلك، وهنا سيخلق هذا الشخص حقل سلبي بداخله يخبره "بأنه شخص فاشل"
والأمر ليس كذلك حتماً، ونتيجة لذلك ستتشكل تلك الأفكار السلبية حول
الذات البشرية تلقائياً، وتنشط بكل مرة بشكل أكبر عندما يعاد الأمر.
الجمود
الربط بين الماضي والحاضر، أي إن جميع الآلام التي تراكمت من الماضي، ما
زالت تنعش نفسها من جديد في الوقت الحاضر إزاء التفكير بها بشكل مستمر،
وبالتالي تنشيط مشاعر سلبية ستتحول إلى شبه دائمة لدى الشخص، غير تكوين
ردود أفعال ذاتها في كل مرة يعاد بها نفس الألم، وقد تكون تلك المشاعر
السلبية متولدة من رهاب معين، الملل القاتل من زمن طويل، الشعور بالذنب
إزاء فعل اقترفته، الكراهية تجاه شخص معين، العدائية تجاه الأشخاص وغير
ذلك.
القلق
كثرة التفكير بالمستقبل، عن مشاريعنا ومخططاتنا وما يمكن أن يخبئه ذلك
المجهول، التفكير بما لا نتمنى حدوثه أو نتمنى حدوثه، وبهذه الحالة
ستتشكل طاقة كبيرة هائلة، طاقة ترتفع إلى رأسك، طاقة قوية تفقدك التواصل
بالواقع الحالي الذي تعيشه، فتصبح مشلولاً، وروحك منقبضة وأسيرة، وكأن
المستقبل يشكل تهديداً لك.
اللامعنى
هو عندما يعمل عقلك (أفكارك) بإزالة نفسه في اللحظة الحالية واستبدال
طاقة الحاضر بطاقة الماضي أو المستقبل، ليصبح العقل بهذه الحالة غائباً،
إذ يعتبر غيابه هذا غياباً سلبياً دائرياً (يتكرر بحلقة لا نهائية)،
يتخلله الملل، فبغض النظر عن مقدار وتأثير الطاقة المستمدة من الماضي
والمستقل، فإن ذلك لن يكون حقيقياً، إنه ناتج من أفكارك وحسب، لا وجود
لها الآن.
وبذلك نكون قد عرفنا لك الفئات الخمسة التي تكلم عنها Neils، والتي تشكل
جزء أساسي من حياة كل شخص فينا، من ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا بدون
انقطاع، لذا، ولتقليل من هذا العبئ الواقع على عاتقنا، فنحن بحاجة إلى
ممارسات روحية دائمة، والتي تتركز على عكوس كل تلك المعاناة الخمس، وهم:
الواقعية، الديناميكية، الحركة، الاطمئنان، والمعنى.
الواقعية
أي أنك لست غائباً، لست بمنعزل مع نفسك، بالعكس أنت موجود بكل شيئ الآن
وتشارك في كل شيئ، لست على مدى عال بالتواصل مع مخيلتك وحسب، أنت تعيش
الواقع وما أنت عليه الآن.
الديناميكية
فهي بأن تفكر بمرونة، أن تكون قادراً على النظر إلى التحديات من وجهات
نظر مختلفة، إيجاد التوازن بكل شيء.
الحركة
والتي تعني إزالة العوائق التي وضعتها في داخلك، أن تسمح لتلك الطاقة
السلبية الراكدة بالتدفق دون عوائق من خلالك، ولتتدحرج تلك الطاقة إلى
الفضاء بعيداً عنك دون رجعة، وتصبح حينها أكثر انفتاحاً للحياة واكثر لا
مبالياً بأي شيء سلبي يحدث معك.
الاطمئنان
فهو أن تتخلى عن توترك وأن تبقى مسترخياً، وتذيب كل تلك الأفكار والمخاوف
وكأنها لم تجد طريقاً إليك، بأن تشعر وكأنك تتحكم بالعالم، كأنه مكاناً
دافئاً كمنزلك تشعر فيه بالحرية والحياة، كل شيء سيكون على ما يرام.
المعنى
فهو التخلص من طاقة الماضي والمستقبل، بأن تمتلأ بالوجود، بأن تستمتع
باللحظة الحالية لك في الحياة، إنها لحظتك، إنها ملكك الآن، تمسك بها
جيداً واستغلها جيداً، فأنت موجود الآن مع كل نفسك، أنت على انفتاح مع
ذاتك والعالم، وبهذه الطريقة تكتشف أن المعنى مرتبط بالوعي والحب الذين
يشكلان جوهر نفسك وجوهر كل شيء.
لذا إذا بدأت فعلاً بالممارسة الروحية، يمكن أن تعطي تطورك الروحي صعوداً
كبيراً، لأنك في هذه اللحظة ستكون أكثر عرضة للتغيير، ستساهم في تغيير ما
يدعى "الأنا الضعيفة"، لتدخل حينها شيئاً فشيئاً إلى الحالة "الطبيعية"
(الصحية)، فنحن دوماً نتقرب من جوهر الحياة، حين نكسر كل الحواجز ونفتح
كل الحدود.
تذكر جيداً بأنه غالباً ما تكون المعاناة غير محتملة، قد تجعلنا في
النهاية غير قادرين على مقاومتها، إلا أن من عجائب المفارقات، أن مقاومتك
للمعاناة قد تخلد تلك المعاناة أكثر من أن تزيلها، أما تقبل ذلك الشعور
السيء قد يجعل الأمر أكثر اطمئناناً وقد يقضي عليها في نهاية المطاف.
عليك التذكر أيضاً بأن مقاومة الألم تعد تجربة سلبية بحد ذاتها، قد تجعلك
غاضباً أو صبوراً أو بمزاج سيء، أو بائساً بشكل رهيب، أي إن مقاومة الألم
قد تكون شكلاً آخر من أشكال المعاناة، وهذه المشاعر السلبية ما هي إلا
رسالة تنذرنا كما ينذرنا المرض عندما يدق أجسادنا، يوجد شيء علينا
تغييره، يوجد شيئ بالداخل علينا تغييره، وليس في الخارج، فالتظاهر
باللامبالاة سيكون مؤقتاً وسطحياً، أما معالجة الجوهر النابض من وعي تام
سيستمر لمدة طويلة إلى أن ينتهي.
كل سيئة في حياتك اجعلها شمعة تنير طريقك، تدلك ما هي العثرات التي يمكن
أن تقع بها أيضاً، مارس الروحانية، والتي يمكن أن تقتصي بأي شكل من
الأشكال، كاليوغا مثلاً، أو حتى الصلاة إلى الله، فالأديان أكثر من دلتنا
على الجوانب المظلمة التي سنمر بها في حياتنا، والتي دعت دوماً بتقاليدها
الروحانية إلى المضي قدماً لاكتشاف ذلك الوعي الذي ينيرنا دوماً متى
ضللنا الطريق وأخطأت خطانا ( الله، السيد المسيح، بوذا، …….) وبالتالي
تطهير ذلك الألم داخلنا قبل أن يتورم ويؤلمنا أكثر.
جميع المعلمون الروحانيون والمشهورون جداً حول العالم ( جلال الدين
الرومي، كريشنا، فرنسيس الأسيزي، رابعة، ميرا، تيريزا، أوشو، ……) هذا ما
كان يفعلوه كل الوقت، تطهير النفس من كل شوائب الحياة، وتعليمنا ما
توصلوا به، وهو الذي هو ما تكلم عنه مقالنا هذا.
The post أشكال الألم التي يعاني منها البشر وكيف تتخلص منها كما فعل
معلمو الروحانية المعروفين appeared first on أراجيك .
Comments
Post a Comment